الحلقة السادسة عشر: الدين والسياسة 2 – د.محمد حبيب
استئناف حوار خيري رمضان والحبيب علي الجفري مع د. محمد حبيب القيادي الإخواني البارز حول مسائل المرجعية الدينية في دولة مدنية ، ومرجعية مؤسسة الأزهر ودار الإفتاء بين الاستقلال والتبعية ، واستخدام الشعارات الدينية في الدعاية السياسية ، والموقف من الليبرالية والتعددية والديموقراطية.
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الرحمة المهداة للعالمين و على آله.
من حلقة إلى أخرى يتضح مركزية المؤسسة المستقلة و المحايدة و التي ينبغي أن تحظى بالقبول من طرف الجميع و يرجع إليها للحسم.
و السؤال المطروح ما هو مؤشر أن تكون هذه المؤسسة مرجعية لضمان كرامة الانسان المواطن في أي رقعة جغرافية؟
لا يمكن أن تكون هذه المؤسسة في وضعية تباغض مع مؤسسات المجتمع بل تحتضنها كلها و توجهها.لا تنطلق من فراغ لاستحالة ذلك عقلا و واقعا.أين العقلاء الذين حملهم الله مسؤولية وضع مواصفات للهذه المرجعية.
أعتقد أن النظريات الفلسفية التي :
- تبيح زواج الرجل بالرجل و المرأة بالمرأة ، لن تكون المستند في وضع المرجعية.
- تتيح البغاء و زنى المحارم ، لن تكون المستند.
- تمكن تكديس الثروة في يد فئة قليلة على حساب الأغلبية ، لن تكون المستند.
- تروج لتسويق المنتوجات المادية و الثقافية التي تسلب حياة و عقول الانسان ذكرا و أنثى ، لن تكون المستند….
لقد أشار الحبيب الجفري حفظه الله و نفع به إلى بعض الشروط .و الفطرة السليمة تتقبل و تستجيب لكل ما يحفظ كرامة الانسان بل حتى النفوس التي اكتوت من الاختلالات التي شوهت سير الانسان في هذه الدنيا.
و للحديث بقية ان شاء الله.و السلام عليكم و رحمة الله.
نعم نحن نريد تدين السياسة لاتسيس الدين ومعنى تدين السياسة أن تكون القواعد المنظمة للشئون السياسية للدولة وفق أحكام وقواعد الشريعة أي لا تخالفها، وأما تسيس الدين فهو إستخدامه للحصول على منافع شخصية وحزبية . وهذا الأخير أمر عرفناه في جماعة الإخوان التي تستغل الدين والعاطفة الدينية للوصول إلى الحكم مستخدمين المنابر والدليل أن أغلب من يفز في الإنتخابات من تلك الجماعة وفي أي دولة هم خطباء المساجد الذين دائما ما يصبغون على التصويت لهم بالجهاد أليس هذا استغلال للدين . إذا كيف يمكن لنا أن نأمنهم دولة أذا لم يؤتمنواعلى دينهم الذي سخروه لمصلحة حزبهم فإذا كانوا الأن ينتقدون الأنظمة لعدم ديمقراطيتها فإنى أرى أنهم إن وصلوا إلى السلطة لفعلوا ماهوا أشد وأعتى.
وأما بخصوص نقدهم دار الإفتاء والأزهر بأنها غير مستقلة فهذا لكونهما لا يتوفقان مع هواهم لكنهم أن وصلوا للحكم فسيحولون دار الإفتاء إلى مكينة إفتاء تبعا لأهوائهم وتوجهاتهم فحزبهم طريق الجنة والتصويت لهم جهاد ومنافستهم كفر أضغر ونقدهم ردة ومخالفتهم كفر أكبر يوجب القتل